موضوع: نفس المشهد ونفس رائحة الدم السبت 14 فبراير 2009 - 23:52
نفس المشهد ونفس رائحة الدم
كثيرا ما يواجه الاب بسؤال من فلذة كبده يعجز ، مع كل ما يدعيه من ثقة بالنفس ، وقدرة على تخطي المواقف المحرجة ، لكنه ، يعجز ، يقف حائرا ، يصمت احيانا ، وقد يجيب ولكن ، قد تكون الاجابة في خانة زيادة المصيبة ، وانعدام القدرة على التبرير ، والتعلثم ، والنظر الى سقف الغرفة ، او من النافذة ، وكثيرا ، ما يقلب اليدين ذات اليسار وذات اليمين . هو موقف مع ابنتي التي تبلغ من العمر الخامسة ، وقد لا يتسع الموقف ان اصف الجمال ، او الذكاء ، او حمرة الخدين ، والعينين الجاحظتين بوجهي ، وانا اقلب الكلمات احاول الخروج من المأزق الذي وضعت لا عن طيب خاطر وانما ، هي الصدفة . فبينما انظر الى قناة العربية اشاهد نشرة الاخبار ، وليعذرني متابعوا قناة الجزيرة القطرية ، فلست من متابعيها ، اشاهد اكوام اللحم المنثورة في غزة ، والايادي والارجل المقطعة ، واذا بمرح تسألني ، وهي تختلس النظرات الى شاشة التلفاز ، ... تسألني : اعادوا الى القتل يا ابي ، هل هم هؤلاء الذين قتلوا صاحبك قبل فترة في غزة وقطعوا ارجله ، ازحتها قليلا ولكن ابت ، واصرت وعاودت السؤال ، هل هم نفس الذين قتلوا صديقك يا ابي ، قلت لها متى ، قالت يوم كنت تبكي امام الشاشة ، قلت لها متى بكيت ، قالت لي يوم قتل اولئك الملتحون صديقك وقطعوا ارجله ، فقلت ، وكان لا بد من الاجابة ، لا ، لا ، والمع ينهمر من عيني ، قلت لا هؤلاء ليسوا الذين قتلو صديقي قبل عام تقريبا ، بل هؤلاء الذين قتلو ا اخي .
هو نفس المشهد يا ابنتي ولكن ، قبل عام كان القتلة فلسطينيون وكان المقتول صديقي ، واليوم فالقتة يهود والمقتول ايضا صديقي ، وصاحبي ، وابن وطني ، وابن ديني ، وابن شعبي ، وابن هويتي ، وان اختلفنا من يجلس على ذاك الكرسي العاجي اللعين قاتل الله ذاك الكرسي الذي جعلني يا ابنتي ابكي في الامس ، واحاول ان ابكي نفسي اليوم .