العار
من العار .. وسط شلالات الدم وعداد القتلي الذي يتزايد وكأنه متوالية عددية أن يخرج من يتكلم عن مؤتمر لإعمار غزة ... وكأن نزيف الدم هو عبارة عن مسرحية هزلية معلوم توقيت نهاية فصلها الثالث
من العار .. أن تنتقل الحسبنة وجملة حسبي الله ونعم الوكيل وما أعظمها ولكن بعد أن تغير مفهومها في ثقافتنا الحديثة .. من أفواه الشعوب التي ليس لها لا حول ولا قوة إلى ألسنة حكام الشعوب العربية
من العار .. أثناء سقوط الأطفال قتلى من الرعب قبل القصف .. تعمل دول عربية من تحت الستار لتعوق قمة عربية في الوقت الذي تدعي أنها لا تستطيع أن تقف أمام أي عمل عربي لدعم معركة غزة.. وتتصل بدول ضعيفة في ظلام الليل لتثنيها عن الإشتراك في قمة عربية بعد موافقتها ، لتتحول بعد ذلك لقمة مشوهة بحضور إيران وتركيا ومنظمات فلسطينية متفرقة
من العار .. والكل يشاهد قنابل مشوهة لايعلم العالم عنها شيئاً من قبل يتم تجريبها في أطفالنا .. هناك من يسعد بإصدار قرار غير ملزم من مجلس الأمن ، وهو يعلم ذلك لأنه لم يصدر تحت البند السابع الذي يفرض عقوبات وحصار عند عدم التنفيذ وهذا سر عدم الفيتو الأميركي ، ولكن يهتم بحساب عدد المرات الذي ذكرت فيه إسم دولته في القرار
من العار .. أن يتزامن حصار بري وبحري وجوي مع قذف بري وبحري وجوي .. أن تتحول الميديا إلى مزايدات والكل يتحول عن القاتل ليخصص الميديا الخاصة به للتجريح والسخرية من هذا أو ذاك ، فهذا يتهكم على المقاومة وهذا يتهكم على حزب الله والآخر يسخر من قطر والرابع يزايد على مصر
من العار .. وفي ظل تلك المجزرة الدموية اليومية والإنتهاكات الإنسانية .. أن تستمر دول عربية وخليجية في دعم إسرائيل بالغاز والنفط ولا تفكر حتى بمنعه عن إسرائيل خلال الحرب
من العار .. وفي تلك الحرب التي تكاد تكون متفردة في أن أحد طرفيها شعب أعزل ، إلا من بضع أسلحة محلية رخيصة تستخدم في خناقة وليس في حرب ، في حين يستخدم الطرف الآخرالعتاد الحربي الهائل والغير مسبوق .. أن يفرض علينا العالم تأمين أهم نقطة وهي عدم تهريب السلاح .. وكأن السلاح الذي يتم مد إسرائيل به جهاراً نهاراً يستخدم لأغراض سلمية
عاجلاً أو آجلاً ستنتهي الحرب ولكن سيظل العار يطاردكم شعوباً وحكاماً ، فعار عليكم أن تهنئوا بأي إنجاز سوف تحققوه في حياتكم .. وقد شاهدتكم بأنفسكم مدى ضعفكم وعجزكم وقلة حيلتكم وهوانكم على الناس
